Tuesday, August 24, 2010

ماذا تعرف عن اهم مدن العالم ... القدس ؟


اليوم حديث الساعة.. فما الحدث؟ وما الحديث..؟ لماذا القدس حالياً تشكل محور الأخبار في مختلف وسائل الإعلام والإعلان في الدنيا؟ ولم تكن لندن مدينة الضباب.. أو باريس مدينة الأزياء والجمال..آو القاهرة مدينة الأهرام والفراعنة أو طوكيو مدينة الكمبيوتر والاتصالات.. أو حتى المدن الأمريكية كواشنطن وشيكاغو مدن الجرائم والمخدرات أو نيويورك وناطحات السحاب، أو هوليود مدينة الفساد والإباحية.. أو غير ذلك من المدن العالمية المتحضرة أو النامية والمتخلفة.. لماذا..؟ ولديّ جواب واحد فقط وهو لأنها (القدس) وليس إلا.. وهي الوحيدة في الدنيا التي تحمل هذه التسمية وتختص بتلك الخصائص التي تميزها عن غيرها من المدن الأخرى. و القدس: تعني - في لغتنا العربية - الطهارة بأجلى معانيها.. ومنه (المقدس) يعني المطهر من الذنوب.. و (القدوس) هو اسم من أسماء الله الحسنى.. أي انه صاحب القداسة المطلقة لذاته العليّة.. أو هو مانح أو من يمنح القداسة لمن هو مقدس في هذه الدنيا.. ومن هذا المنطلق نتساءل أين تكمن قداسة القدس..؟ ومن.. ومتى.. وكيف تقدست هذه المدينة المباركة في تلك البقعة من ارض فلسطين بالذات..؟ فهي مقدسة بذاتها.. لأن الله سبحانه - قدسها وباركها بقوله في أول سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله..) وقال تعالى حاكياً عن لسان عيسى المسيح (ع) : قال: (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت..) وذلك عندما تكلم(ع) في المهد وكل ذلك كان في فلسطين.. هذا وقد جاء في مزامير داود(ع) الموجودة حالياً بين أيدينا ما يؤيد ذلك بحيث ورد في المزمور الثاني ما نصه: أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي.. وجبل صهيون هو جبل من جبال القدس كما لا يخفى.. وهي مقدسة لأنها حوت أجساد العديد من الأنبياء العظام(ع) كإبراهيم الخليل، ولوط، واسحق، ويعقوب، ويوسف، وموسى وهارون، وداود، وسليمان، وذكريا، ويحيى ومريم العذراء - ومكان ولادة وارتفاع عيسى المسيح إلى الرفيق الأعلى بعد محاولة قتله وصلبه من قبل اليهود الأشرار .. وهذا ما هو معروف وأما الذي خفي فهو اكثر بكثير فلا يعلمه إلا الله، وقد جاء في بعض الروايات التي تحكي عن كفر اليهود أنهم كانوا من طلوع الشمس إلى غروبها يقتلون سبعين نبياً من الأنبياء ويذهبون ليناموا ويتمتعوا وكأنهم لم يفعلوا شيئاً أبدا والعياذ بالله. وهي مقدسة لأنها اقترنت بالعديد من المعارك والمواجهات البطولية وسقط على ترابها الطاهر الكثير من الشهداء واليوم والأمس القريب والبعيد يشهد على ذلك. فالقدس هي مقدسة من كل النواحي، وعند كل الطوائف والأمم والأديان.. ولذلك أطلقوا عليها - فيما أطلقوا من أسماء أنها (مدينة السلام) و(مدينة الصلاة). القدس وبعض أسمائها للقدس أسماء كثيرة ومعروفة منذ أقدم العصور وإلى وقتنا الحاضر، ومن أسمائها المعروفة ايروشاليم: أطلقه عليها العرب القدماء الذين هم أول من بناها وهم الكنعانيون الأوائل وقد وردت بصيغ مختلفة، ومنها ما هو معروف الآن باسم (أورشليم القدس 2- أورسالم : وتعني مدينة السلام.. أو مقر الإله (سالم) أو أنها تعني (ارث السلام) كما هو ترجمة الكلمة الكنعانية (يوروساليمو) أو العبرية (ياروشلاييم) أو اليونانية (هيروسوليمة)فكل هذه التسميات والكلمات تصب في ذاك المعنى الدال على القداسة والطهارة كما انه ذكرها التوراة المدون حالياً بعدة أسماء نذكر منها (ساليم) و(شاليم) و(مدينة الله) و(مدينة يهوذا) و(مدينة داود) و(مدينة الملك العظيم) و(آرئييل) و(القدس) 2- (إيلياء) أو (إيليا) : ذكرها الشعراء العرب في أشعارهم ويؤكد ذلك انه عندما احتلها الرومان أطلق عليها اسم (إيليا كابتولينا) وذلك في حوالي سنة 135م 4- البلاطى : الذي يعني المسكن الملكي، أو القصر الملكي بلغة معاصرة.. إلا انه تبقى تسميتها العربية الإسلامية التي تدل على الأصالة المتجددة هي اجمل الأسماء وأجلها، لأنها تعطي الصبغة الحقيقية - لا سيما الروحية والمعنوية - لتلك المدينة المباركة والتي سميت بـ (بيت المقدس ) أو (القدس الشريف) فالمعنى والمبنى تعطيه هذه التسمية الجليلة لتلك المدينة والبقعة الجميلة القدس في التاريخ ما إن تسمع بالقدس حتى يقفز بك الفكر إلى أعماق الزمن، وأغوار التاريخ الموغل في القدم وربما عاد بك إلى اكثر من خمسة آلاف عام مضت، وذلك لأن التاريخ المدوّن يتحدث عن هذه الأرض منذ ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ونحن اجتزنا الميلاد المسيحي بألفي سنة كما هو معروف الآن.. ولذلك قيل أن القدس أو أريحا أو دمشق أو غيرها من المدن من اقدم مدن الدنيا لأن تاريخها الحقيقي لا يعرفه إلا الله خالق الزمان ويعرف كيف نشأت هذه المدينة أول ما نشأت، وكل ما يمكن التثبت منه هو أن هذه المدينة موغلة في القدم، وليس إلى معرفة اصلها في الواقع العملي سبيل.. أما ما سطره المؤرخون ورجال الفكر والحضارة الإنسانية فهو أن أول من بنى هذه المدينة المقدسة هو ملك اليبوسيين المدعو (ملكي صادق) أي ملك الصدق، ويستشعر من أحاديث وروايات المؤرخين عن ذاك الرجل أنه كان رجلاً صالحاً وصادقاً مع نفسه وشعبه كذلك. وهو يرجع إلى القبائل العربية النازحة من نجد الجزيرة وهم(الآراميون) القبائل العربية القادمة من البادية إلى ارض الشام وتعني أهل الجبال.. والمدقق بالتاريخ يجد أن اسم العرب جاء من بلاد ما بين النهرين عندما اجتازوا نهر الفرات باتجاه الغرب.. فـ (عمورو... عريبي... عرب.. هم أهل ما بين النهرين و(عمورو) تعني (أهل الغرب) أي غرب الفرات.. و(عريبي) باللغة السامية يعني (الغربيون) وبلادهم (مات عريبي) أي بلاد العرب() وملكي صادق الذي أسس مدينة القدس وحفيده (إيلياء) الذي أكمل بناءها هما بالحقيقة يرجعان إلى شيخ الأنبياء نوح(ع) وكل ذلك يرجع إلى (2500-3000) سنة قبل ميلاد المسيح(ع) وتسمية البلاد كلها باسم فلسطين تعود إلى ذاك الزمن وهناك أربعة أقوال في ذلك 1) لفلسطين بن سام بن إرم بن سام بن نوح(ع) 2) لفلسطين بن كلثوم من ولد فلان بن نوح(ع) 3) لفلسطين بن كسلوخيم بن صدقيا بن كنعان بن حام بن نوح(ع) 4) لفلسطين بن كيسوحين بن لقطين بن يونان بن يافث بن نوح(ع) فالروايات الأربع تعيد سبب التسمية إلى ولد من أولاد نبي الله نوح الأربعة (سام - حام - يافث - فلان) والمهم أن تاريخ واسم تلك البلاد عربياً بدأ منذ أن نشأ العرب في أقدم العصور وإلى الآن.. وبالعودة إلى تاريخ القدس نجد أن إبراهيم الخليل(ع) هاجر إليها (فلسطين) في حوالي (1900-1850)ق.م والفترة (1417-1362)ق.م. هي مرحلة حكم الملك الكنعاني الشهير (عبدي - خيبا). وفي (1304 -1237)ق.م. تم خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة نبي الله موسى(ع) فراراً من فرعون وطغيانه، وفي صحراء سيناء كان التيه الإسرائيلي التي دامت 40 سنة في مسافة لا تتجاوز 8 أو 16كم فقط كما تحدث القرآن الكريم عن تلك الرحلة الإسرائيلية فهي تعود إلى ذلك الزمن وهو أول عهد للإسرائيليين في فلسطين.. وأنشأها دولة في تلك الربوع قوية بعد ذلك.. والفترة (1125-1025)ق.م. هي مرحلة حكم القضاة الإسرائيليين لفلسطين العربية. والفترة (1010-791)ق.م. هي فترة حكومة نبي الله داود(ع) ومن بعده الملك العظيم سليمان(ع) الذي بنى الهيكل المقدس وذلك في حوالي (960)ق.م واحتلها الآشوريون في حوالي عام (721)ق.م. ودام حكمهم عليها حتى 678ق.م وكذلك الكلدانيون في حوالي عام (587)ق.م. بقيادة نبوخذ نصّر الذي دمّر دولة اليهود تماماً وأخذهم سبايا وأسرى إلى عاصمته في العراق واحتلها الفرس في نهاية القرن السادس قبل الميلاد أما اليونانيون فقد دخلوها عام 320ق.م بقيادة الاسكندر الكبير ومعاونيه السلوقيون دخلوها عام 168ق.م. بقيادة (أنطيوخيوس) الرابع والرومان في حوالي عام (325م) إلى أن اعتنق الرومان الدين المسيحي بعهد الإمبراطور (قسطنطين الأول) الذي بنى كنيسة القبر المقدس وكان لأمه فضل كبير على المسيحيين، ولها دور بارز إذ قامت ببناء كنيستين هما من اقدس المقدسات المسيحية إلى هذا العصر حيث بنت 1- كنيسة الميلاد في بيت لحم مكان ولادة السيد المسيح(ع) 2- كنيسة القيامة في القدس الشريف ومنذ ذلك الحين راح المؤمنون من المسيحيين يحجون إلى تلك الأماكن المقدسة.. وفي مطلع القرن السادس الميلادي بزغ نجم الإسلام في هذا الوجود معلناً السلام ومبشراً بالنور ودحر الظلام.. وفتحت القدس وما حولها في حوالي عام 15 للهجرة الشريفة أي في حوالي (636م) وذلك في عهد عمر بن الخطاب ثاني حكام بلاد المسلمين بعد ارتحال الرسول الأعظم(ص) المؤسس والباني الأول لدولتهم وللقدس مكانة عظمى في الفكر والروح والعقائد الإيمانية الإسلامية، فقد كانت قبلة أولى لهم لما يزيد على ثلاثة عشر عاماً أي الفترة المكية كلها وحتى السنة الثانية أو الثالثة للهجرة المقدسة حيث نزل قوله تعالى لرسوله(ص): (فلنولينك قبلة ترضاها..) واليها كانت رحلة الإسراء للنبي الخاتم(ص) وفيها صلى(ص) بالرسل والملائكة أجمعين ومن صخرتها كانت رحلة المعراج إلى سدرة المنتهى حيث بلغ مقاماً كقاب قوسين أو أدنى.. فأوحى إليه الجليل ما أوحى.. وأراه من آيات ربه الكبرى.. ولمكانتها وقدسيتها وعظمتها في الدين الإسلامي فقد فتحها خليفة المسلمين شخصياً بعد أن طُلب من المدينة المنورة، فاستجاب لهم وأعطاهم ميثاقاً وعهداً حفظ فيه الدين والدنيا لكل سكانها دون استثناء.. وفي العهد الإسلامي تم بناء المسجد الأقصى الشريف الذي كان يتسع لثلاثة آلاف مصلي، وهو إلى الآن يتحدى الجبارين من اليهود. وكذلك تم بناء قبة الصخرة التي تحطّم عليها الظلم والطغيان إلى هذا الزمان وفي عام 1099م احتلها الغرب بعد موجات الحروب الصليبية العنصرية الغاشمة وفي عام 1260م احتلها المماليك المصريون وفي عام 1516م احتلها الأتراك العثمانيون الذين دام حكمهم أربعة قرون متواصلة وفي عام 1917م احتلها الإنكليز الذين اقتسموا تركة الرجل المريض العثماني مع شركائهم الفرنسيين والألمان والروس وغيرهم من الدول الاستعمارية الطامعة وبنفس العام 1917م أعطي وعد بلفور المشؤوم لليهود من أجل السماح لهم ببناء وطن قومي لهم يجمعهم على ارض فلسطين، فأذلوا أنفسهم كمسيحيين، وجرحوا قلوبنا كمسلمين إلى هذا الوقت فمنعوهم من الحج ومنعونا من الأقصى والأرض وفي عام 1948م أعلنت دولة إسرائيل ونكب العرب وظهرت كغدة سرطانية استفحلت في جسم الأمة العربية والإسلامية.. إلا أن الأمة وجسمها يرفضانها رفضاً قاطعاً ولو دامت فيهما ألف سنة - لا سمح الله - فإنها ستبقى بؤرة مرض للجسم ولابدّ له من التخلص منها إن عاجلاً أو آجلاً وبنفس السنة 1948م احتل الصهاينة قسماً من القدس الشريف، وفي عام 1967م الجزء الباقي وهي اليوم كما ترون وتقرءون وتسمعون في كل يوم وفي كل مكان فلا حديث إلا حديث القدس الشريف. ومن هذه اللمحة الموجزة وهذا السّرد السريع لبعض التواريخ الفاصلة والهامة من تاريخ فلسطين عامة والقدس خاصة يتأكد لدينا كذب الدعوة اليهودية، ويدحض الافتراء الصهيوني بشكل لا يدع مجالاً للشك في إسلامية البلاد والقدس وعروبتها بكل معنى الكلمة ومبناها.. فالعرب الكنعانيون واليبوسيون هم من بنوها، وقبل دخول بني إسرائيل بألفي سنة وسكنها الإسرائيليون وهم وافدون عليها غرباء عنها وليسوا من السكان الأصليين للبلاد واللافت للنظر أن القدس عربية في كل الكتب الإسرائيلية وعلى رأسها كتابهم التوراة المزوّر حالياً.. ففي سفر التكوين - أقدم أسفار التوراة - يطلق على سكان فلسطين الأوائل اسم(الكنعانيين) ويقول: (أنهم جاءوا من الجزيرة العربية عام 2500ق.م ) وفي الإصحاح الثالث والعشرين من سفر التكوين يتكرر ذلك بتسمية (أرض فلسطين) التي يسكنها الكنعانيون.. وفي سفر يسوع في الإصحاح التاسع يقول صراحة: إن قبائل اليهود الذين كانوا يهيمون في الصحراء اصطدم (غزوهم) لفلسطين بأعمال البطولة التي اتصفت بها فلسطين وقصمت ظهر بني إسرائيل وسنقصمه ثانية هذه الأيام بآذن الله. وفي الإصحاح الرابع من سفر صموئيل تبرز تلك الحقيقة بعبارات أكثر وضوحاً حيث يقول: (واصطفّ الفلسطينيون للقاء إسرائيل واشتبكت الحرب فانكسر بنو إسرائيل أمام الفلسطينيين) وفي موضع يقول: (فحارب الفلسطينيون وانكسر بنو إسرائيل وهرب كل واحد منهم إلى خيمته، وكانت الضربة عظيمة جداً، وسقط من إسرائيل ثلاثون ألف رجل وأخذ الفلسطينيون تابوت الرب.. ) وسنعيدها ونقتل منهم ثلاثة ملايين أو أننا لن نبقي منهم أحدا بآذن الله وعونه. ففلسطين إسلامية وعربية منذ أقدم العصور، والقدس عاصمتها وهذا هو الأصل الصحيح للمسألة، أما اليهود والإسرائيليون فهم غرباء (غزاة) متسلطون باعتراف كتابهم التوراة.. وأما الصهاينة فهم متطفلون وعدوا نيون لكل بني البشر ولا رب لهم ولا اله إلا مصالحهم التافهة، وأوهامهم الشريرة

No comments:

Post a Comment