Monday, August 30, 2010

زهرة الخشخاش و وصية محمد محمود خليل ؟



جاء في وصية محمد محمود خليل هذه الجملة «أخشى ألا يعرف المصريون مقدارها فيشتتوها هنا وهناك، ثم يستخدمون القصر في غرض من الاغراض العادية ». محمد محمود خليل مواطن مصري ولد عام 1877 وحين اتم تعليمه الجامعي ارسلته اسرته الغنية لفرنسا لاكمال دراسته، وهناك عشق فنانة فرنسية وتزوجها عام 1901 لتصبح حرمه وليكتمل بهما لاحقا اسم المتحف «متحف محمد محمود خليل وحرمه»، وهو المتحف الذي اصبح هذه الايام حديث العالم حيث سرقت منه لوحة «زهرة الخشخاش» التي رسمها الفنان الهولندي الشهير فان جوخ المتوفى في 29 يوليو 1890 من عمر يناهز 37 عاما فقط. في باريس تعلم خليل من زوجته حب الفن وجال معها معارض اللوحات وشجعته الزوجة على اقتناء اللوحات حتى ادمنها فاصبح خبيرا في تقييمها، وحين عاد لبلده انتخب رئيسا لجمعية «محبي الفنون» التي تعزز موقعها حين اصبح خليل عضوا في مجلس الشيوخ ثم رئيسا له فسعى الى اقناع الحكومة المصرية لزيادة المخصصات من اجل شراء الاعمال الفنية، كما ان الملك فؤاد ملك مصر والسودان كلفه شخصيا بشراء التحف الفنية التي زين بها قصوره.
توفي خليل عام 1953 وترك قصره وتحفه لزوجته على ان تؤول بعدها لشعب مصر، لكنه كان قلقا فكتب في وصيته ما ذكرناه في اول المقال، وقد حدث ما كان يخشاه.
ففي عصر الرئيس السادات تم اغلاق المتحف وألحق قصر خليل بقصر السادات وخزنت التحف التي جمعها خليل في مخازن غير آمنة، واستخدم القصر بعد ان جُرد من تحفه لغرض زيارات الاحباب وشرب القهوة وهذا ما كان قد ذكره الرجل في وصيته «ان يستخدموا القصر في امور من الامور العادية».
وفي يوم السبت 21 اغسطس 2010 دخل اشخاص مجهولون الى القصر الذي عاد متحفا بعد وفاة السادات وسرقوا لوحة زهرة الخشخاش، طارت تلك اللوحة التي يبلغ اليوم سعرها 55 مليون دولار التي كان محبو الفن يزورون مصر ليمتعوا أعينهم برؤيتها.
نقلت وكالة «فرانس برس» ان كاميرات المراقبة واجهزة الانذار في المتحف كانت معطلة منذ مدة طويلة.
اختفت اللوحة وتشتت في بقعة ما في الارض وتحقق ايضا ما توقعه الرجل، «اخشى الا يعرف المصريون مقدارها فيشتتوها هنا وهناك». اليوم يعرض احد اغنياء مصر « نجيب ساويرس ». مليون جنيه لمن يساعد في عودة اللوحة الشبح، ألم يكن من الاولى قراءة وصية صاحب المتحف واحترام مخاوفه بزيادة الحراسة بدلا من تبادل التهم التي لن تعيد اللوحة لمكانها ابدا، وما على المسؤولين سوى تكليف احد الرسامين لتوفير نسخة ثانية من تلك التحفة التي طارت، انها نبوءة خليل ومخاوفه التي لابد ان تتحقق كاملة

No comments:

Post a Comment