Tuesday, August 24, 2010

ماذا تعرف عن .... الأزهر الشريف ؟


شرع جوهر الصقلي ، قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في بناء الجامع الأزهر في 24 جمادى الأولى سنة 359 هـ (970م) ، وأكتمل بناؤه وبدأت فيه الصلاة في رمضان سنة 361 هـ (972م) وكان حجمه في ذلك التاريخ نصف حجمه الحالي كان الأزهر مكونا من صحن مكشوف تحف به العقود المدببة ، تكنفه ثلاثة أروقة و أكبرها رواق القبلة المؤلف من خمسة صفوف من العقود أربعة منها محملة على أعمدة رخامية وتيجانها مختلفة الأشكال ، والصف الخامس المشرف على الصحن محمول على أكتاف مستطيلة القطاع ويتوسط هذا الرواق مجاز مرتفع يتجه من الصحن إلى جدار القبلة و ينتهي بقبة تغطى الجزء الواقع أمام المحراب أما الرواقان الجانبيان فقد تكون كل منهما من ثلاث بائكات ( سطح بقباب ) ترتكز عقودها على أعمدة من الرخام آما بيت الصلاة فكانت له مجنبتان يمنى ويسرى ، لكل منهما ثلاثة أروقة وبعدما توالت الإضافات واصبح الجامع القديم محصورا في قلب الجامع الحالي وفى حدود عام 400 هـ (1009م) آمر الحاكم بأمر الله بتجديد مئذنة الجامع وترميم المسجد بعامة ولم يبق من تلك الأعمال غير باب خشبي بمصراعي نقشت فيه كتابة بالخط الكوفي ، ونصها مولانا أمير المؤمنين الإمام الحاكم بأمر الله ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرينوأبنائه وفى عام 519هـ (1125م) أمر الآمر بأحكام الله بصنع محراب متحرك من الخشب ، زخرف بالنقوش وفى طرفيه عمودان يحملان لوحة نقش فيها بالخط الكوفي بسم الله الرحمن الرحيم حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين وبين سنتي 525 و544 (1130-1149م) أدخلت تعديلات على الجامع الأزهر ، منها مقصورة في جوار الباب الغربي كما أضيف إلى صحن الجامع رواق يحيط به من جوانبه الأربعة وقبة على رأس المجاز حفلت جوانبها بالزخارف والآيات الكريمة بالخط الكوفي إلا أن ما شهده الجامع الأزهر من عوامل طبيعية افقده الكثير من التعديلاتومع ذلك فإننانقع اليوم على بعض ما يعود إلى تلك العهود ، وبينها زخارف جصية وكتابات كوفية ، وبعض الشبابيك الجصية ومن الأشياء الباقية المحراب الكبير بكتاباته ونقوشه الجصية في العهد الأيوبي أهمل الجامع الأزهر وتعرض للزلازل والحرائق ، إلا أنه استعاد مكانته في العهد المملوكي ، لاسيما في أيام الملك الظاهر بيبرس فقد رمم الجامع وبنيت فيه مقصورة برسم الفقهاء ، وغطى عقد المحراب بكوسة خشبية في سنة 702 هـ (1303م) ضرب القاهرة زلزال شديد تسبب بتصدع عدد من المساجد ومن بينها الجامع الأزهرفبادر الأمراء المماليك إلى تجديد المساجد المتضررة ، في عهد المالك محمد قلاوون سنة703 هـ(1304م ثم ألحقت بالأزهر المدرسة الطيبرسية الواقعة على يميالمدخلمن الباب المعروف بباب المزينين بميدان الأزهر وهذهالمدرسة أنشأها الأمير علاء الدين طيبرس الخازن دارى نقيب الجيوش في دولة الناصر محمد بن قلاوون والحق بها ميضأة تم إنشاؤها سنة 709 هـ (1309م) وفى سنة 740 هـ (1339م) أنشئت المدرسة الاقبغاوية ، نسبة إلى منشئها الأمير علاء الدين أقبغا ، وذلك خلال ولاية الملك الناصر قلاوون الثالثة ، وجعل بجوارها قبة ومنارة من حجارة وقد امتازت هذه المدرسة الملحقة بالأزهر بمدخلها الجميل وبمحرابها الذي لا يقل روعة عن محراب المدرسة الطيبرسية وفى سنة 873 هـ (1468م) أعتني الملك الأشرف قايتباى بالأزهر ، فجدد بابه العمودي الواقع بين المدرستين الطبرسية والاقبغاوية والذي يؤدى مباشرة إلى صحن الجامع ، وبي المئذنة إلى يمينه وفى سنة 915 هـ (1509م) شاد السلطان قانصوه الفوري مئذنة عالية تنتهي برأسين وفيها سلمان في العهد العثماني استمر الاهتمام بالجمع الأزهر ، فالولاة الذين عينهم العثمانيون على مصر عمدوا باستمرار إلى تجديد المسجد وترميمه ففي سنة 1016 هـ (1605م) عمد الوالي على حسن باشا إلى رصف صحن الجامع بالبلاط وانشأ رواق اليمن ، وفى سنة 1148 هـ (1735م) بنى عثمان باشا زاوية للعميان خارج الأزهر أمام المدرسة الجوهرية وكانت تشتمل على أربعة أعمدة رخامية مع محراب وميضأة وثلاث غرف ، وقد هدم هذا البناء فيما بعد كما بنى رواق الاشتراك وروق الأفغانيين في سنة 1167 هـ (1753م) بنى الوالي عبد الرحمن قازدوغلى الأروقة وراء محراب الجامع وفى هذه الأروقة بنى محرابا جديدا من الرخام مع منبر خشبي ، كما أنشأ باب الصعايدة و أقام فوقه مكتبا لتعليم الأطفال القرآن الكريم وفى داخل الباب أقام صهريجا داخل رحبة كبيرة مع سبيل ماء ، وفى الرحبة عينها بنى لنفسه مدفنا وبين واجهة المدرسة الاقبغاوية بالباب الكبير المشرف على ميدان الأزهر وفى عهد الخديوية والملكية استمرت العناية بالأزهر فكانت الترميمات متواصلةولا شك في آن الجمهورية تولى اليوم الجامع الأزهر عناية خاصة لقد غدا الجامع الأزهر محطة مهمة في تاريخ مصر ، والذي يتصفح تاريخ هذا المسجد لا يستوقفه عدد الخلفاء والسلاطين والأمراء والولاة والملوك الذين اعتنوا به فحسب ، و أنما تستوقفه كذلك أسماء مفكري مصر و العالم الإسلامي ممن رعوا الحياة الدينية والعلمية بعامة في هذا الصرح الكبير ومن الذين تولوا التدريس في الأزهر القاضي آبو الحسن بن النعمان بن محمد المتوفى سنة 374 هـ (984م) ، وعبد الملك بن عبد الله الحرانى المؤرخ (420هـ/1029م) ، وآبو عبد الله القضاعى المؤرخ الذي اخذ عنه المقريزىوفى عهد صلاح الدين توقف التدريس في الأزهر بعدما ابطل صلاح الدين المذهب الإسماعيلي ورغب في إحلال تدريس الفقه ألسنة ، آلا آن الأزهر بقى خاملا حتى نهاية الدولة الأيوبية في العصر المملوكي تحول الأزهر إلى جامعة حقيقية تضم المدرسيين والطلاب والباحثين ويجرى فيه العمل وفق نظام محدد لذلك اتسع الجامع فقامت فيه الأروقة والزيارات المتنوعة حتى وصل إلى حجمه الحالي ، وهو يكاد يكون مدينة قائمة بنفسها وضمت ملحقات الجامع التعليمية ما يشبه المدينة الجامعية ، وتكونت هذه المباني من أروقة يجتمع فيها الطلاب الوافدون من مناطق مصر و أقطار العالم الإسلامي وتنتشر أسماء الأروقة إلى بعض تلك الأقطار : رواق الأكراد ، رواق الهنود ، رواق البغداديين ، رواق اليمنية ، رواق السودانية ، رواق الجاوية ، رواق الصعايدة ، رواق وشاهر هذه الأروقة الرواق العباسي الذي بناه الخديوي عباس حلمي وكان شبيها بإدارة عامة للأزهر يضم إدارة الأزهر ومشيختة ومكتبه ومحفوظاتة وكان الطلاب الوافدون من الأماكن البعيدة يسكنون في حارات حول الأزهر ، مثل حارة العفيفى والزرافة والسليمانية وغيرها وقد قام بالنهضة ا لفكرية فى مصر و العالم العربي عدد كبير ممن كانوا طلاب بالأزهر ويضيق المجال أمام تعدادهم ، ونكتفى بذكر بعضهم ، مثل عبد الرحمن الجبرتى ، ورفاعة رافع الطهطاوى ، وعلى مبارك ، ومحمد عبده ، وسعد زغلول ، ورشيد رضا ، وعبد الله النديم ، ومصطفى لطفي المنفلوطى ، واحمد حسن الزيات ، ومحمد مصطفى المراغى في عام1961 دخل الأزهر في مرحلة جديدة ، إذا تحول إلى جامعة حديثة تحتفظ في الوقت نفسه بالدراسات التقليدية آي دراسة الإسلام واللغة العربية ، آلي جانب فروع الاختصاص الحديثة في مختلف حقول المعرفة فزاد عدد الطلاب واصبح الأزهر اليوم مؤسسة دينية علمية فريدة

No comments:

Post a Comment